حذرت جلالة الملكة رانيا العبدالله من اعتماد الإنسانية المتزايد على التكنولوجيا، ودعت إلى تركيز أكبر على تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفاً. جاء ذلك خلال مشاركتها بقمة «الويب» في لشبونة بالبرتغال، أمس الأربعاء، بكلمة رئيسية لجلالتها. ويصادف هذا العام مشاركة الأردن للمرة الأولى في القمة السنوية التي تعتبر أكبر نشاط تكنولوجي في أوروبا ومن بين الأكبر في العالم. وأوضحت جلالتها أن تمسكنا بالتكنولوجيا ليس مجرد عادة، بل نوع من الإدمان.
مشيرة إلى نتائج تقرير النظرة العالمية الرقمية لعام 2022 في أنه وخلال العام الماضي، ارتفع المتوسط اليومي للوقت الذي نقضيه على الإنترنت بواقع 4 دقائق في اليوم، وأن مجموع تلك الدقائق على مدار العام ستصل إلى يوم كامل، لكل شخص. وتساءلت جلالتها: «إذا أخبرنا أحد بأن لدينا يوماً إضافياً كل عام، هل سنستنتج أن أفضل ما يمكننا القيام به من أجل أُسرنا ومجتمعاتنا وعالمنا، هو أن نعيد استثمار تلك الـ24 ساعة الإضافية أمام شاشاتنا».
View this post on Instagram
وقالت جلالتها «يُقلقني من أننا نستخف بقيمة أغلى عملة في عالمنا: وقتنا، ويُقلقني أنه حتى مع تطور الواقع الافتراضي مع الأيام، إلا أننا نتجاهل احتياجات واقعنا الفعلي». ودعت جلالتها الحضور لاسترجاع الدقائق الـ4 الإضافية التي تُقضى على الإنترنت يومياً، مشيرة إلى أن الدقيقة الأولى يجب أن تذهب «من أجل حشد تعاطف جماعي، بدءاً من اليقين أن كل إنسان له نفس القيمة».
View this post on Instagram
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي أظهرت فيه استجابة العالم لأزمة اللجوء الأوكراني ما يمكننا تحقيقه عبر العمل المشترك، فإن هناك اختلافا ملحوظاً «في السخاء واللهجة والاهتمام» مقارنة بالاستجابة لأزمة اللجوء من دول مثل سوريا أو جنوب السودان أو ميانمار. واقترحت جلالتها استثمار الدقيقة الثانية المسترجعة في «بناء مفهوم جامع للحقيقة»، موضحة أن السرعة الكبيرة التي تنتشر فيها المعلومات الخاطئة والبيئة التي تكافئ النزاع على حساب المصداقية، أضعفت ثقتنا وقدرتنا على استيعاب فروقاتنا. ودعت لمراعاة وجهات النظر الأخرى قائلة: «ليس هناك طريقة صحيحة واحدة لفعل الأمر الصائب أو للحصول على النتائج الصحيحة. هنالك دائماً طريق ثالث، وإيجاد ذلك الطريق لا يعني أنه تضحية أو تنازل.أحياناً يعني أخذ الأفضل من الخيارين لإيجاد شيء جديد يمكن للطرفين الاقتناع به».
وعرضت جلالتها استخدام الدقيقة الثالثة «لاسترجاع سيادتنا الإنسانية»، على أساس أننا نعتمد أكثر وأكثر على أجهزتنا ليس للإلهاء فقط ولكن من أجل التوجيه. وقالت جلالتها «كلما فوضنا الذكاء الاصطناعي أكثر لاتخاذ القرارات، كلما قلت الخيارات التي نتخذها لأنفسنا. عن قصد أو بغير قصد، نحن نتخلى عن عملية تفكيرنا وميزة بعد نُظرنا، وتلك مجازفة». وأضافت «في عالم معقد، نحتاج لضبط قدراتنا البشرية جيداً، بحيث يمكننا أن نقرر من بين الخيارات غير المثالية، والتكيف مع المتطلبات غير المتوقعة».
وكانت قد أطلت جلالة الملكة رانيا بإطلالة عصرية شبابية حيث نسقت به بلايزر أو جاكيت قصير باللّون البرونزي، إعتمدت معه بلوزة باللّون الأسود مع سروال أسود وحذاء كعب عالي أسود. إطلالة أنيقة وراقية وعصرية شبابية في نفس الوقت.
دائماً ما تقدم جلالة الملكة رانيا العبدالله رهاناً على الأناقة، إلا أن مظهرها الأخير قد يثبت أنها الأكثر أناقة على الإطلاق.
خرجت زوجة الملك عبد الله الثاني في لشبونة بالبرتغال يوم الأربعاء لإلقاء كلمة رئيسية في قمة الويب لعام 2022.
-الإعلانات-
إعلان
حرصت الملكة رانيا على لفت الأنظار في فستان أنيق مرتدياً سترة قصيرة من التويد المعدني من تصميم أليساندرا ريتش مع بنطلون بوتيغا فينيتا وحقيبة يد، للتأكد من أنها تبدو وكأنها بوانت.
لكن بجدية ملكة ترتدي سترة قصيرة؟ مبدع حقاً .
خطاب قوي
لم تظهر جلالة الملكة في زي قوي فحسب، بل كانت لديها أيضاً رسالة قوية لمشاركتها في القمة حيث ألقت خطاباً حول “محاربة التحيزات المضمنة”.
تطرق خطاب الملكة رانيا إلى مشاكل الاعتماد المفرط على التكنولوجيا.
وقالت: “إن التقدم الحقيقي الذي نحتاجه ليس آلات أفضل ولكن أن نكون جميعاً بشراً أفضل”، مضيفة أن المجتمع أصبح “مرتبطاً ” بهواتفهم المحمولة وأجهزة التكنولوجيا الأخرى.
واستشهدت بتقرير النظرة العامة الرقمية العالمية من عام 2022 والذي أوضح أن متوسط الوقت الذي يقضيه الإنترنت قد زاد بمقدار أربع دقائق كل يوم. هذا يعادل يوماً واحداً لكل شخص في السنة.
وأضافت: “أشعر بالقلق من أننا نقلل من قيمة أثمن عملة على الإطلاق – عصرنا”. “أشعر بالقلق من أنه حتى مع تحسن الواقع الافتراضي يوماً بعد يوم، فإننا نتجاهل احتياجات واقعنا الفعلي. وصحتنا العقلية تعاني أيضاً “.
وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية، سلطت جلالة الملكة الضوء أيضاً على استجابة العالم لأزمة اللاجئين في أوكرانيا، حيث عرضت ما يمكن تحقيقه من خلال الجهود المشتركة، لكنها سلطت أيضاً الضوء على “الاختلاف في الكرم والنبرة والإلحاح” بالنسبة للاجئين من دول من بينها سوريا والجنوب. السودان وميانمار. التي امتدت إلى اللاجئين من دول مثل سوريا وجنوب السودان وميانمار.
وتساءلت: “من الصعب عدم التساؤل عما إذا كان لون البشرة والدين يؤثران على الغرائز الإنسانية للمجتمع العالمي وما إذا كان الدافع هو مد يد العون أو النظر بعيداً “. “معالجة هذا التحيز ليست وظيفة الخوارزمية. القرار يرجع إلينا.”